يتكون الدم من سائل يسمى "البلازما" (المصورة / الهيولى – Plasma) ومن خلايا. وهنالك ثلاثة انواع مختلفة من خلايا الدم التي تعوم داخل البلازما:
خلايا / كريات الدم البيضاء (Leucocytes) - هذه الخلايا تحارب العدوى (Infections).
الصفائح / الصفيحات الدموية (Platelet/ Thrombocyte) - هذه الخلايا تساعد الدم على التخثر بعد الاصابة.
خلايا / كريات الدم الحمراء (Erythrocytes) - هذه الخلايا تحمل الاكسجين (Oxygen) من الرئتين، بواسطة دفق الدم، الى الدماغ، الاعضاء الحيوية الاخرى والانسجة في الجسم. فالجسم يحتاج الى امدادات ثابتة من الدم الغني بالاكسجين (المحمل بالاكسجين) ليقوم بوظائفه بشكل سليم. ويمنح الدم الغني بالاكسجين الجسم الطاقة التي يحتاجها ويمنح الجلد مظهرا صحيا ونضرا.
تحتوي خلايا الدم الحمراء على الهيموجلوبين (خضاب الدم - Hemoglobin)، وهو بروتين غني بالحديد احمر اللون يمنح الدم لونه (الاحمر). والهيموجلوبين يمكن خلايا الدم الحمراء من نقل (حمل) الاكسجين من الرئتين الى بقية اعضاء الجسم ونقل ثاني اكسيد الكربون (Carbon dioxide) من الجسم، عودة، الى الرئتين، بحيث يمكن اخراجه من الجسم في عملية الزفير.
معظم خلايا الدم، بما فيها خلايا الدم الحمراء، يتم انتاجها باستمرار في النقي (نخاع العظم - Bone marrow)، وهو عبارة عن مادة اسفنجية حمراء اللون موجودة في داخل تجويفات العظام الكبيرة في الجسم. ومن اجل انتاج الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء، يحتاج الجسم الى الحديد، معادن اخرى، فيتامينات وبروتينات تتوفر في الغذاء الذي يتناوله الانسان. بالاضافة الى بعض الهورمونات اهمها هرمون الاريتروبوئيتين (EPO) والتي تقوم الكلى بافرازه من اجل انتاج خلايا الدم الحمراء. معدل عمر خلية الدم الحمراء يتراوح ما بين ال 110 الى 120.
عندما يعاني الانسان من الانيميا ، فان جسمه لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، انما يضيع الكثير منها او يتلفها بسرعة تفوق قدرته على انتاج خلايا دم جديدة.
الانواع الشائعة من الانيميا - فقر الدم - ومسبباتها تشمل:
فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (Iron deficiency anemia): هذا النوع الشائع من فقر الدم يصيب ما يقارب 2 – 3% من سكان الولايات المتحدة البالغين. السبب لحدوثه هو نقص الحديد في الجسم. ذلك ان نخاع العظم يحتاج الى الحديد من اجل انتاج الهيموجلوبين. وان لم يكن تزويد الحديد كافيا، فلن يستطيع الجسم انتاج كمية كافية من الهيموجلوبين لخلايا الدم الحمراء. والنتيجة هي: الانيميا الناجمة عن عوز الحديد.
فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات (Vitamin Deficiency Anemia): بالاضافة الى حاجته الى الحديد، يحتاج الجسم ايضا الى حمض الفوليك (Folic acid) والى فيتامين "ب 12" (Vitamin B12) لانتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحيحة. النظام الغذائي الذي ينقصه احد المركبات الغذائية الحيوية، هذه او غيرها، يمكن ان يؤدي الى خفض انتاج خلايا الدم الحمراء. وعلاوة على هذا، فثمة اشخاص لا تتمتع اجسامهم بالقدرة على امتصاص فيتامين B-12 بشكل فعال.
فقر الدم كعرض لمرض مزمن: العديد من الامراض المزمنة، مثل السرطان (Cancer)، الايدز (متلازمة العوز المناعي المكتسب - AIDS)، مرض النقرس (Gout)، داء كرون (Crohn’s disease)، وامراض التهابية مزمنة اخرى بامكانها التاثير على انتاج خلايا الدم الحمراء، والتسبب بالتالي بفقر دم مزمن. كما يمكن ان يؤدي فشل الكلى، ايضا، الى فقر الدم.
فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic anemia): هذا النوع من فقر الدم نادر جدا، لكنه يشكل خطرا على الحياة. وهو يحدث نتيجة لتدني قدرة نخاع العظم على انتاج انواع خلايا الدم الثلاثة (خلايا الدم الحمراء، البيضاء وصفائح الدم). ولا يزال سبب فقر الدم اللاتنسجي غير معروف في معظم الحالات. ولكن، هنالك اعتقاد بان له علاقة بامراض تمس بعمل الجهاز المناعي (Immune system).
فقر الدم الناجم عن مرض في نخاع العظم: العديد من الامراض، مثل ابيضاض الدم (اللوكيميا - Leukemia)، خلل التنسج النخاعي (Myelodysplasia) - وهو عبارة عن حالة طبية سابقة للوكيميا – يمكنها ان تؤدي الى نشوء فقر دم والتاثير على نخاع العظم. تاثيرات الاضطرابات السرطانية- او شبه السرطانية، هذه يمكن ان تتراوح بين التغيير المعتدل جدا في كميات انتاج خلايا الدم وحتى التوقف الكامل عن انتاجها بما يشكل خطرا على الحياة. كما ان هنالك انواعا اخرى من السرطان تهاجم الدم ونخاع العظم، مثل الورم النقيي المتعدد (Multiple myeloma)، اضطرابات التكاثر النقوي (Myeloproliferative disorders)، الورم اللمفي (lymphoma)، يمكن ان تؤدي الى نشوء فقر دم.
فقر الدم الناجم عن انحلال الدم (Hemolysis): هذه المجموعة من انواع فقر الدم تتطور عندما يتم اتلاف خلايا الدم الحمراء بسرعة تفوق قدرة نخاع العظم على انتاج خلايا دم جديدة.
هنالك امراض دم معينة بامكانها التسبب بتلف خلايا الدم الحمراء بشكل مكثف. الاضطرابات في الجهاز المناعي يمكن ان تدفع الجسم الى انتاج اضداد (Antibodies) لخلايا الدم الحمراء، والتسبب باتلافها قبل الاوان. كما ان تناول ادوية معينة، كانواع مختلفة من المضادات الحيوية (Antibiotics) المستعملة لمعالجة انواع مختلفة من العدوى (التلوثات)، يمكن ان يتسبب، ايضا، بتلف خلايا الدم الحمراء.
فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia): هذا النوع من فقر الدم يكون احيانا حادا، ينتقل بالوراثة، وفي معظم الحالات يصيب الناس ذوي الاصول الافريقية، العربية او بحر المتوسطية. هذا النوع من فقر الدم يحدث نتيجة لخلل في الهيموجلوبين يجعل خلايا الدم الحمراء ذات شكل استثنائي يشبه المنجل. هذا الشكل من خلايا الدم الحمراء يسبب ضمور هذه الخلايا وموتها قبل الاوان، وهكذا يسبب نقصا مزمنا في خلايا الدم الحمراء.
انواع اخرى من فقر الدم: هنالك انواع اضافية اخرى من فقر الدم، هي انواع اكثر ندرة مثل مرض الثلاسيميا (Thalassemia)، وانواع تنجم عن عيوب في الهيموجلوبين. واحيانا، لا يمكن الوصول الى تشخيص دقيق لسبب ظهور الانيميا.
عوامل الخطر لظهور فقر الدم تشمل:
سوء التغذية: كل انسان، سواء كان شابا او بالغا، تتركب تغذيته، على الغالب، من اغذية فقيرة الحديد والفيتامينات، وبالاخص حمض الفوليك، معرض للاصابة بفقر الدم. فالجسم بحاجة الى الحديد، البروتين والفيتامينات لكي ينتج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء.
امراض واضطرابات في الامعاء: ان المصابين بامراض او اضطرابات في الامعاء من شانها التاثير على امتصاص مركبات الغذاء في الامعاء الدقيقة، مثل داء كرون والداء البطني (Celiac disease)، هم اشخاص معرضون للاصابة بفقر الدم. اجراء عملية لازالة جزء من الامعاء الدقيقة، او معالجة الجزء المصاب في الامعاء الدقيقة، التي يتم فيها امتصاص مركبات الغذاء، يمكن ان يؤدي الى نقص في مركبات غذائية معينة، ثم الى فقر الدم تاليا.
الدورة الشهرية (دورة الحيض - Menstrual cycle): النساء في سن الخصوبة هن، بشكل عام، الفئة الاكثر عرضة للاصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، مقارنة بالرجال. وذلك لان المراة تفقد كميات من الدم، ونتيجة لذلك تفقد الحديد ايضا، في فترة الحيض.
الحمل: المراة الحامل تكون معرضة جدا للاصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، وذلك لان مخزون الحديد المتوفر لديها ينبغي ان يدعم حجما اكبر من الدم مما في الحالة الطبيعية وان يكون، ايضا، مصدرا للهيموجلوبين الذي يحتاج اليه الجنين للنمو والتطور.
امراض وحالات مزمنة: المصابون بمرض سرطاني، بالفشل الكلوي (Renal failure) او بالفشل الكبدي (Hepatic failure)، او باية حالة طبية مزمنة اخرى، يمكن ان يكونوا عرضة لتطور فقر دم يدعى "فقر الدم المصاحب لامراض مزمنة" (فقر الدم كعرض لمرض مزمن). هذه الحالات الطبية قد تتسبب بنقص في خلايا الدم الحمراء. كما ان فقدان الدم، البطيء لكن المزمن، الناجم عن قرحة هضمية (Peptic ulcer)، او عن قرحة في مكان اخر من الجسم، قد يؤدي الى استنفاد مخزون الحديد في الجسم، وبالتالي يسبب فقر دم الناجم عن عوز الحديد.
عوامل وراثية: اذا كان ثمة من بين افراد العائلة من هو مصاب باحدى حالات فقر الدم التي تنتقل بالوراثة، كفقر الدم المنجلي، فهذا يشكل عامل خطر للاصابة بفقر الدم، على اساس وراثي.